يقولون ان مكة
المكرمة موطنهم الأصلي، فهم في الأصل أبناء الحسين بن على الكرار رضي الله
عنهما، وهذا يعني أنهم أشراف حسينيون لكنهم يتفقون ان جدهم إستقر بمنطقة
نسري، فقد جاء الجد الكبير أحمد الهارب إثر خلافات خرج بعدها مع عدد من
أخوته وأهله متجهاً صوب بلاد السودان و(الهارب) لُقب به لأنه خرج من دياره
قاطعاً الفيافي والقفار ليستقر عند الفكي محمد ود قنديل بنسري، والذي زوجه
إبنته عائشة التي تعرف ب(مشاهي) جدة آل بري وعليها يسمي البعض بناتهم مثل
(مشاهي) ابنة خالي التي أصر جدي لأمي (ابوي الفكي) على تسميتها بهذا الإسم
الغريب وأخبرنا بأنها جدة آل بري الكبيرة وبها يتيمن اهلنا البرياب. عائشة
او(مشاهي) ام الصالحين أنجبت ابراهيم الذي انجب محمد والذي انجب علي ود
بري(توريق الحديد ولحاق بعيد وسماع الصيحة في الصعيد)، وانجبت ايضاً الحاج
الذي كان قوياً وحار النفس(سريع الغضب) بينما اخوه على كان يميل للهدوء
أكثر، على ود بري انجب الشيخ عركي، البشير، النور، ابوسبيب ومكين راجل
الغرب، اما عركي فقد انجب شرف الدين الذي انجب الذي انجب دفع الله والحاج
والتيمان وهما عبدالرحمن الذي أنجب اولاد عفيف الدين الموجودين حالياً
بدونتاي وأخاه التوأم عبدالله الأنصاري(الفي المدينة بباري).
الم تنتهي
سلسلة النسب الطويلة هذه؟ سألت الحاجة أمونة بت ود الحاج التي كانت تحدثني
عن تاريخ ونسب وكرامات جدودي الصالحين من آل بري فردت علي بسرعة( يا بتي دي
سلسلة دهبية وطاهرة لازم نوصلها حدها) واستمرت الرواية الفكي دفع الله
اللصدا يابتي جاب البشير والشيخ واختهم سكيكرة والقنديل ومكين وابراهيم ،
أها ابراهيم جاب ناس قرض ومكين جاب ناس الفكي محمد الجاب الفكي عبدالله شيخ
الحيران، ودا جاب الشيخ حامد راجل المسيد، والقنديل جاب الفكي عبدالرحمن
الجاب الفكي ابوشرا الجاب عشة وفاطنة الكبيرة ومحمود، ومحمد الجاب احمد
الجاب علي ود احمد والسرة وقمرالدين، والشيخ الجاب احمد، الفكي مكين جاب
فاطنة الجابت زكي الدين والصوفي ودفع الله، زكي الدين جاب حوا وفاطنة،
الشيخ شرف الدين جاب الفكي المين الجاب محمد ابو الفكي احمد الجاب الفكي
الأمين وأمو من ناس قري الجنب الخرتوم،،،، الشيخ شرف الدين الذي نخصه بجزء
كبير من رواية اهل البرياب جاء من نسري موطن اجداده الكُثر الى ان وصل الى
منطقة بالجزيرة تسمى(حجير قوفة)عرفت فيما بعد ب(الحجير) واستقر الإسم
أخيراً على(البرياب)، القرية الموجودة جنوب الجزيرة في الطريق الزراعي
المؤدي الى سنار، تقول الرواية ان الشيخ شرف الدين الرجل الصالح حينما نوى
الرحيل من نسري سائحاً في بلاد الله الواسعة لنشر الدين والتعبد، حزن
الجميع وارتحل معه عدد كبير من الأهل والحيران حتى ان احد فروع الشجرة التي
كان يجلس تحت ظلها تبعه وتحدثت اليه احدى الأبقارحزناً ولذا تكثر عند أهلي
مقولة تعبر عن الفخر بجدنا شرف الدين(القدمتو الشجرة وناطقتو البقرة) وفي
رواية اخرى(القدمتو الأشجار وناطقتو البقار وتبعو حتى رماد الدار) هذه
الشجرة جاءت فرعاً لكنها نمت وترعرعت فعُلقت عليها (الليحان) الألواح وقرأ
تحتها تسع وتسعون من الحيران اكتملو مائة بالفكي الحاج،، هؤلاء قرأوا
القراءن الكريم والفقه فقد كان الشيخ شرف الدين فقيهاً وعالماً وكانت
الشجرة تُضئ بنور القراءن .
الشجرة العجيبة في شكلها ومضمونها نمت
مترادفة واحدة فوق الأخرى بشكل اقرب للخيال منه للحقيقة، فجذوع الشجرة
بعضها خارجي وأغصانها تتدلى الى الأرض ليرتفع عليها جزء آخر حتى اصبحت اشبه
بالغابة منها بشجرة واحدة متفرعة، هذه الشجرة كما حكت لي خالتي رقية بت
دفع الله ( شفتي يا بتي الشِدرة من ما قمنا لقيناه في بكانا دا وجدودنا
ذاتم لقوها في حالتها دي لا إتغيرت لا إتبدلت)، سألتها مجدداً: يقولون ان
لهذه الشجرة كرامات، ردت علي بثقة( صحي يا بتي الشِدرة دي من كراماتها
المعروفة جاها واحداً كاتللو رقبة ، وجا قال ليها يا حبوبتي الشدرة قالوا
إتِ شدرة صالحة وانا جاييك خايف وبدورك تحميني، أها يا بتي قالو الشِدرة
فتحت ليها فتحة كبيرة وبلعت الراجل جُب ومعاهو بعيرو وما خلت منو الا
المركوب لأنو ما طاهر)
أعدت عليها السؤال لكن في دليل على الرواية دي؟،
فردت بنوع من التأكيد
كيفن
يا بتي عاد مكاضباني وللا شنو؟ البكان البلعت فيهو الشِدرة الراجل كان
واضح وكبير الا يا بتي الفيضان الجانا داك.. وتقصد فيضان 1988م، أكملت
خالتي: الفيضان يا بتي شال بكان الراجل والناس عرفة البكان والحكاية أها
تاني شن بتقولي) رددت عليها لكن معقولة يا خالتي خرافات زي دي بتتصدق؟؟ ردت
علي بنوع من الخوف المشوب بالحذر( أوعى يا بتي تقولي جنس الكلام دا اتي
ماك عارفة الشِدرة دي والله تقولي فيها حاجة الا تنضري ساكت!!)
لكنهااستدركت سريعاً وقالت بسرعة(لكن يا بتي اتي منسولة من جنى ودبري ما
بتجيك عوجة تب وان شاء الله حبوبتك الشدرة تضلل فيك وتحفظك من العين والحسد
وتحفظ جنى ود بري كلو من العكر والوكر) ضحكت ورددت معها آآمين ان شاء
الله. وحسبما سمعته من روايات متعددة كلها تفقت على ان هذه الشجرة العجيبة
رغم قربها من النيل الا انها لم تنمُ من مائه ولم يأتها سيل ليسقيها تنمو
بسببه، حبوبة(جانجيرا) وتنطق بالجيم المعطشة هي شجرة كبيرة وذات فوائد
عظيمة وكل اهلنا البرياب يطلقون عليها كلمة (حبوبة) اي الجدة على هذه
الشجرة العجيبة والتي ظلت سنين عددا دون ان ينال منها تعاقب السنين شيئاً
من قوتها وثباتها،،،
يا شدرة وكت الله اداك
ود عركي يمشي ويغشاك
سوى
ليك صفقاً ضاراك
لا مطراً لا سيلاً جاك