ﻓﻲ ﺭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻊ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﻭﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻟﻬﺐ ): ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻘﻮﻣﻚ
ﺑﺎﻟﻌﺮﺏ ﻗﺎﻃﺒﺔً ﻃﺎﻗﺔ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﻖ ﻣﻦ
ﺃﺧﺬﻙ ، ﻓﺤﺴﺒﻚ ﺑﻨﻮ ﺃﺑﻴﻚ ، ﻭﺇﻥ ﺃﻗﻤﺖ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺃﻳﺴﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﺜﺐَ ﺑﻚ ﺑﻄﻮﻥ ﻗﺮﻳﺶ ، ﻭﺗﻤﺪﻫﻢ
ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪﺍً ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ
ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺑﺸﺮٍّ ﻣﻤّﺎ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ .( ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻳﺪﺭﻙ ﺟﻴﺪﺍً ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ
ﻓﻲ ﺗﻠﺒﻴﺴﻬﺎ ﻭﺗﺪﻟﻴﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻋﻲ ﻫﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻋﻠﻰ
ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺼﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﺸﺮٍّ ﻋﻠﻰ
ﻗﻮﻣﻪ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﻫﻨﺎ
ﻭﺍﺿﺢ ، ﺣﻴﺚُ ﻳﻜﺬﺏ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﻳﺨﻮّﻥ
ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﻳﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﺍﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻨّﺔ ... ﻭﻳﺪﻭﺭ ﻫﻨﺎ ﺳﺆﺍﻻﻥ:
/1 ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻟﻬﺐ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ
ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ؟.
/2 ﻭﻫﻞ ﺗﻮﻗﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ
ﻋﻨﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ؟.
ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻟﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ، ﻓﻔﻲ
ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻧﻘﻮﻝ : ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻣﺎﻫﺮﺍً ﺑﻠﻴﻐﺎً ﻓﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﺎﺳﺘﺨﻒّ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﺄﻃﺎﻋﻮﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ
ﺫﺭﻭﻧﻲ ﺃﻗﺘﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻟﻴﺪﻉُ ﺭﺑـّﻪ ﺇﻧﻲ
ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﻝ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ( ﻋﺠﺒﺎً ... ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻳﺘﻬﻢ
ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ؟ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﻳﺎ ﺃﻋﺰﺍﺋﻲ. ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻓﺮﻋﻮﻥ
ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻘﻮﻣﻪ: ) ﻣﺎ
ﺃﺭﻳﻜﻢ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﻭﻣﺎ ﺃﻫﺪﻳﻜﻢ ﺇﻻ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ( ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﻮﺻﻢ ﻣﻮﺳﻰ
ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﺑﻜﻞ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﻭ) ﻗﻮﺓ ﻋﻴﻦ.(
ﻭﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﻥ ﺩﻭﻝ
ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﺫﻳﺎﻟﻬﺎ ﺗﻤﺎﺭﺱ
ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻠﻬﺒﻲ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻲ ﻓﻲ
ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﻓﻬﻲ ﺗﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ
ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻭﺗﺘﺠﺮﺃ ﺑﻜﻞ
) ﻗﻮﺓ ﻋﻴﻦ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺗﺪﻣﻐﻬﻢ
ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻒ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺑﺎﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺗﺎﺭﺓً ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻻ
ﺗﺘﺮﻙ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﺇﻻ
ﻭﺗﺮﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺟﺎﻫﺮﺍً
ﻧﻬﺎﺭﺍً ... ﻓﺈﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ) ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ( ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ
ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﺗﻘﺘﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻭﺗﺒﻘﺮ
ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﻣﻞ ﻭﺗﻤﺰﻕ ﺃﺟﺴﺎﺩ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﻨﻀﺮﺓ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ
ﻭﺗﺴﻘﻂ ﺻﺎﺭﻭﺧﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ /ﺃﺣﻤﺪ
ﻳﺲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﺸﻠﻮﻝ ﻓﺘﻤﺰﻕّ ﺟﺴﺪﻩ
ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﺇﺭﺑــﺎً ... ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮٍ ﺃﻭ
ﺷﺎﺟﺐ ﺣﺘﻰ.!
ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
ﻭﺗﻐﺮﻗﻪ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ،
ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﻨﺎ ﻧﻈﻦّ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﻟّﻰ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺭﺟﻌﺔ،
ﺑﺎﻧﺤﺴﺎﺭ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳّﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ـ ﻛﺎﻧﺖ ـ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻓﻌﻠﻮﺍ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺊ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ.
ﻭﻳﻘﻒ ﺭﺅﺳﺎﺅﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ
ﺑﻤﻼﺑﺴﻬﻢ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ﻭﺧﻄﺒﻬﻢ ﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ
ﻳﻜﺮﺭﻭﻥ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐ
ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻳﺪﻋﻤﻮﻥ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ
ﻭﻫﻤﻮ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ؛ ﻓﻬﻢ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻭﺃﻫﻞ
ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ... ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ.