أخافُ عليكِ مني لأننـي لا أقـوي علي صـدكِ
وأُخـري أخافُ منكِ علـيّ لأنـكِ تموتـينَ فـيّ حباً حتى الحياةَ
أخافُ عليكِ مني لأني رجـٌل موشُومٌ بالـهزائمْ والجراحـاتْ التي تـئنُ من شدةِ الوجـعِ..أتـدثّرُ بالهمِ ..رجـلٌ يْمزِجُ الحرفَ بالدمـعِ ويحـكي تفاصيلها بصوتٍ مكتومُ الصدى حين تُفصِحُ لكِي عن عشقها اللامعقول.
أخـاف عليكِ لأنـني حـينِ أعـشقُ أغـدو بلا عقـلٍ يحُد من عنفِ جنوني..وأتحدى بالشوقِ كل المسافات الصقيع لأنك تدفئينني بحرارة سكونك فيّ .. وتضئ عيناي كالمرايا حين أراكِ تحاولين تجاوزهما لألفتِ انتباهكِ .. وأخاف أن ترينَنِي فيهما بوضوح شديد النُصُوع أخاف لأني أستطيع أن أحتلِ أحلامك وأخلفها أنقاضاً تستجدي النهاياتِ القـدوم .. ولا أستطيع !! فأنا منهكٌ كأوراقِ الخريفِ المتساقطة .. مثقلٌ بالشجنِ حزينٌ كالمساء آتِ الراكضة نحو العتمة.
ولكنني .. رغماً عن ذلك أخافك مولاتي
فأنت عندي كالطبيعة ..يبعثِرني عطركِ الذي يملأ حنايا يا كريحٍ عاتية وتُنشيني أنفاسكِ الحارقة كالشمسُ ساعة تمامها ويأخذُني موج نظراتكِ إلي البعيد البعيد ثم يغرقني فيه بلا رحمة بلا رأفة .. يشتـتني صوتك ورنةُ ضحكتكِ العذبةُ تأتي علي ماتبقي فيّ من جلد فأتناثر كالرمال.
أخافكِ أن تأخذينني إليكِ بجنون .. يدفعني إليكِ بروعةٍ تفوقُ وصف الخيالِ .. لأنك إمرأةٌ حُلُمْ .. أراكِ في يقظتي طيف مطلق السراح فألثمكِ في أحلامي حقيقةً أرفضُ معها أن أفيق حتي لا أفقدك ..فأنت حينما تأتين يمتلئُ بكِ المكان علي إتساعة فيحتويني بعضة ولا أكتفي !! وحين لا تأتينَ أفتقدُكِ بقلبي قبل أن أحتوي المكان وأنا أنتظركِ فأستحي أن أُعـلِنَ عنْ حوجتي إليكِ , فأظلُ أبحثُ عنكِ سراً بيني وبين نفسي في أوردتي وشراييني لأشدُ بكِ أزريَّ حتي آخر الإحتمال.
أخافكِ ..لأن الزمنَ حين لا تكونين هاهُنا يتوقفُ نبضُةُ .. فيُحيلُني غيابُك بقايا كأطلالِ العصور الغابرة ..تُشرق الشمس خلفها .. ليعانقُ ظـليِّ غروبها , فأنكفئُ عليه لألثُمهُ قبل أن تُطفئ الشمسُ عينيها عليكِ وتتواري في دهاليز الظلام.
أخافك أن تمنحينني كلمةً قالها صمْتُكِ وعجز عنها لسانُ حالكِ فباتت أحلي الأمــرّين!!
أخافكِ أن تُحِسينني وأخافُ عليكِ من خوفي عليكِ .