قبل ايام سمعنا عن موت عشرات الاطفال المشردين في السودان . عندما اتى جماعة حقوق الانسان لزيارة المساجين السياسين في بداية الانقاذ في سجن كوبر , قاموا بسؤالهم : ( ماذا تحتاجون ؟ ) . فقال لهم الدكتور خالد الكد رحمة الله عليه , السؤال ليس ماذا نحتاج , السؤال هو لماذا نحن هنا ؟ .
السؤال المهم هو لماذا هنالك متشردون , و أطفال يسكنون المجاري و يقتاتون من القمامة , في دولة تدعي انها رسالية . و لماذا هنالك شماسة في دولة بترولية . و لماذا هنالك اطفال جياع يرتدون الاسمال , و حكومتهم تتبرع للآخرين بالعلاج و اللحوم و السيارات و تصرف ملايارات الدولارات في السلاح .
الأنسان هو الانسان و الروح ياها الروح ( زي ما بقولوا ) . و كما تحب زوجتي اطفالها فلشماسة الخرطوم امهات حملوهم تسعة اشهر و عانوا الآم المخاض , و أرضعوهم و هدهدوهم . بالنسبة لي ليس هنالك أي فرق بين اطفالي و شماسة الخرطوم . بل أن الشماسة أحق بالحب و العطف و الحنان من أطفالي , لأنهم محرومون و مظلومون .
بقليل من الاجتهاد و التنويم المغنطيسي الذاتي , و ربما بمساعدة اخرين عن طريق غسيل مخ , يمكن ان تتحجر قلوبنا . فالمعادلة بسيطة و هي انا و انت و الآخرون , و ليذهب الآخرون الى الجحيم . و لكي نعفي انفسنا من أي تهمة أو تأنيب ضمير نقول : ( ما هم شماسة أو متشردين , ما يستاهلوا يعيشوا , موسخين البلد , كلهم حرامية , فاضحننا قدام الأجانب ) . و في حرب الجنوب كان البعض يقول : ( شنو ما عبيد جنوبيين ) .
في بداية 1956 طالب المزارعون بحقوقهم في مشروع جودة . و لم يكن قد استلموا حقوقهم لثلاثة سنوات . تدخلت الشرطة . و كانت مذابح . و أمتلئت حقول القطن بجثث المزارعين . ثم حشر ما يفوق المائتين من المزارعين في عنبر صغير . و عندما كانوا يستجدون بعض الماء و يموتون بالأختناق , كان العسكر يسبونهم و يسبون امهاتهم . و عندما مد احد الشباب يده طالباً المساعدة , قام أحد الجنود بطعنه بالسونكي في يده . و لقد قال الرائع الشاعر صلاح احمد ابراهيم رحمة الله عليه قصيدتة التي حفظناها و نحن من زغب الحواصل , و يقول فيها :
لو انهم فراخ يصنع من أوراكها الحساء *** لنزلاء الفندق الكبير في المدينة
لوضعوا في قفص لا يمنع الهواء *** و لقدم الحب لهم و الماء
لو انهم حزم جرجير يعد لكي يباع *** لوضعوا في الظل في حصيرة
و لبلبلت شفاههم رشاشة صغيرة *** إلا انهم رعاع من الحثالات التي في القاع
المؤلم و المضحك أن ممثل السودان في الأمم المتحدة , يقول قبل أيام وباللغة الأنجليزية , بأن من ينام و بطنه مليئة و جاره جائع ليس بمسلم . و يذكر الحديث الشريف و يتحدث عن المرأة التي دخلت النار بسبب هرة حبستها و لم تدعها تأكل من خشاش الأرض . هرة يا مفتري , الشماسة ديل بشر , بعضهم مسلمون من أصلاب مسلمين .
الدكتورة آمنة الصادق بدري زوجة العميد قاسم بدري قامت مشكورة بأنزال كثير من صور اسرة آل بدري . و أكتشفت أنني لا أعرف الكثير منهم . ثم نشرت آمنة بدري ما عرف بالوصايا العشرة , و ما كتبة بابكر بدري قديماً , كقاعدة لأطفال الأسر السودانية . و استوقفني شيئان , الأول عدم اللعب مع أولاد الشارع , و الوصية الثانية هي عدم شتم أو معاملة الخدم بطريقة غير جيده ما معناه انه من المفروض ان يكون هنالك دائماً خدم و سادة في مجتمعنا السوداني . و هذا امتداد للرق القديم .
ابن عمتي و استاذنا في الثانوي الطيب ميرغني شكاك الذي كان شيوعياً في شبابه , ذكر هذه الوصايا في كتابة حوش بابكر بدري . و لأنه ولد بعد وفاة والده و ابن عم والدته , تربى في حوش بابكر بدري . و الطيب ميرغني قام بأرسال الكتاب لي قبل نشره . فأثنيت في خطاب الكتاب و علقت على موضوع اولاد الشارع و قلت له مازحاً : ( أولاد الشوارع الكانوا بمنعوكم تلعبوا معاهم ديل ما نحن ) . و توقفت المراسلة عند هذه النقطة .
و بدأت أفكر في جدنا الكبير محمد بدري قال , و هذا ما اورده بابكر بدري في تاريخ حياته , أنه كان يتعب و يشقى في الساقية و هو صبي صغير . و كان من تعبه عندما تحضر له والدته طعام العشاء , ينام من التعب و يده في القصعة . و عندما يستيقظ يواصل الأكل . فقال له بابكر بدري: ( لكن يا ابوي ما بتكون خايف يكون جا كلب و دخل قدومه في الاكل ) . فقال محمد بدري الكبير : ( كلب شنو البجي الرباطاب يسوي شنو ؟) . فقال بابكر بدري لوالده : ( المقعدكم يا ابوي في بلد الكلب ما بجيها شنو ؟ ) .
و الحقيقة ان من طرد اسرتنا من الرباطاب هو الجوع و شظف العيش . بعد اغتراب جدنا الكبير محمد بدري الى الصعيد تبعه ابنه بابكر بدري راكباً في الدرجة الاولى , و هو في الرابعة من عمره . و كان هذا خلف عمه محمد علي على حماره . و حتى بعد ان وصل بابكر بدري الى الصعيد مرت بهم ظروف لم يكن عندهم من الطعام سوى بعض الدقيق . و كان اخوه سعيد يحضر الصمغ لكي يخلطوه بالدقيق . و كان بابكر بدري من جوعه الشديد يقوم بلعق الصمغ الذي يلتصق بثوب اخيه . و لكم ان تتصوروا حالة الثوب , لأنه قديماً كان للسودانيين ثوب واحد عبارة عن قطعة قماش . و هذا الثوب يلف على وسط الانسان عندما يعمل في الحقل . و يستعمل كغطاء في الليل . و هكذا كان حال اغلب السودانيين .
الأخ عبد الرحمن عبد الماجد من حلة عبد الماجد خارج المناقل , كان يقول لي ان البعض كان يأتي من خلف الترعة , و هذا في الخمسينات , و قول له : ( قول لأبوك اديني السروال , انا ماشي المناقل ) . و السروال لم يكن متوفر لكل السودانيين .
بابكر بدري كذلك ذكر في تاريخ حياته انه عندما كان صبياً , اضاع ثوبه في رفاعة . فقام بسرقة ثوب أحد العبيد الذين كانوا يسبحون في النيل . و لأن الثوب كان كبيراً فلقد نصحه احد اصدقائه بأن يقطعه و يرمي بالزياده . أذكر أن البروفيسور فاروق كدودة كان يقول و نحن في القاهرة في نهاية التسعينات : ( كل سوداني يقول ليك انا ابوي و انا جدي ... و انا ابوي ... , أي سوداني جدو كان يا راعي يا تربال ( مزارع) , مافي حاجة تاني ) . فقال احد الأخوة بأن جده كان ارستقراطياً و بالسؤال وضح ان جده كان نواتياً ( عامل في مركب ) . فضحكنا .
ليس هنالك ما اكرهه اكثر من تشدق البعض بأنهم اولاد قبائل أو اولاد عوائل . و كنت ارد بحده على كل من استعمل هذا التعبير . و كنت اضع بيني و بينه حاجزاً و لا أسمح لنفسي ابداً بان اقيم معه اي علاقة . فعندما يتحدث الانسان عن نفسه بأنه ابن عائلة او ابن قبيله , فهذا اقصاء للآخرين . و هذا يعني انا و انت ابناء عوائل و الآخرون شماسة لا يستحقون العيش . الشيك و اليوغسلاف و البولنديون الذين كانوا يوصفوننا بالعبيد و القرود , واجهوا التفرقة العنصرية و القتل و الأحتقار من الألمان . و لقد قال هتلز : ( لقد كرهت الاشتراكية لانها تساويني انا السيد الآري بالاسلاف الخنازير ). و كلمة اسلاف في اللغات الجيرمانية و الاسكندنافية تعني عبد . و الكل يريد أن يكون أحسن من الأخر .
احد الالمان اكتشف بعد ان قارب سنه الاربعين , بأنه بولوني الأصل . أخذه الألمان كطفل اشقر و اعطوه لأسرة المانية . و كان كل حياته يسمع الالمان يتحدثون عن البولونيين كصبمنش أو شبه بشر , ليكتشف اخيراً انه شبه انسان .
هذه الصفات و التشبيهات كانت تعطي البعض تبريراً لأطهاد , احتقار , و حرق الآخرين . و لهذا ينظر الناس الى الشماسة كقاذورات . و الآن بعد أن تركزت بعض الثروة في يد مجموعات معينة , صاروا يعيشون في نادي من صنعهم و صاروا يتزاوجون فيما بينهم و يتخاطبون بلغة معينة , و يستبعدون الآخرين , و بعضهم كان من أهل النعمة قبل ظهور الأنقاذ . و عندما قال أحد اصحاب الدكاكين لأختي نفيسة شبيكة رحمة الله عليها : ( البضاعة دي ما ليكم انتوا . دي ليها ناسها ) . فقالت له : ( دي ما زمن شبع بيوت الجوع , و جوع بيوت الشبع ) .
حكى لي الأخ صلاح عبد الجليل من أمبده و الذي هو شيف في مطعم فاخر في كوبنهاجن , أنه كان برفقة الأخ الخليل محمد خليل و أرادوا شراء بعض عش الغراب ( فطر) . قالوا لصاحب المتجر العربي ان المعروض في خارج المتجر ليس بجيد و أنهم يريدونه لحفلة شواء . و يسألون اذا كان عنده نوع جيد في الداخل . فقال لهم العربي : ( دي غلطة الدنماركيين البجيبوا امثالكم .. و بقيتوا تعملوا باربكيو كمان ) . فطلب صلاح من صاحب الدكان ان يرسل ابنه بعيداً , فأحس العربي بخطورة الموقف , فأمسك بيد ابنه الصغير . لأنه احس بأن السودانيين لن يضربوه و ابنه موجود .
الدكتور محمد خليفة من النيل الأبيض و من بلدة الجملاب , و هذا الدكتور طويل و اصفراني و من يوصفوا في السودان بعرب العرب , شاهد شطة خضراء و سعرها 17 كرونة , و هنالك نوع آخر بـ 25 كرونة و بالأستفسار عن السبب كان الرد النوع التاني دا مش لأمثالك . دا تشتريهوا لمن تكسب اليانصيب . و هذا هو نفس صاحب الدكان . و الذي آتى قبل سنوات طالباً اللجوء السياسي و كان يكذب و يتوسل الدنماركيين . و الآن صار يترفع عن الأفارقة السودانيين .
بعد هزيمة ود النجومي , اسر بابكر بدري . و قتلت القنبلة التي سقطت في وسطهم شقيقه و شقيقته الصغيرة و أمتلأت جبته بدم و مخ شقيقته . و ماتت شقيقته الآخري بالعطش . و مات اهله من حوله . و تعرض بابكر بدري للصفع و الضرب و الأهانة الى ان كان الدم يخرج من الأذنين . و اغتصب المصريون النساء . و عمل بابكر بدري في أعمال السخرة . و اضطر لأن يغرف البراز بيديه عندما سخر لنظافة المراحيض . ثم قسم الأسرى على المصريين و كان من نصيب اسرة كانت حتى لا تطعمه الا قليلاً . لدرجة انه فكر ان يخرج في الليل لأن يتسول الطعام . إلا انه صبر نفسه حتى لا يوصف ابناءه و لم يكن قد ولدهم بأولاد الشحات .
بعد سنين الأسر و زواجه من جدتنا حفصه أتى ماشياً مع شقيقاته و والدته و زوجة ابيه كل الطريق الى امدرمان .
لماذا طالب جدنا بابكر بدري ابنائه و اسرته بأن يبتعدوا من اولاد الشوارع . ما يؤلمني جداً ان أغلبية آل بدري قد صاروا نخبويين , إلا من رحم ربي . و صار كثيراًُ من الاسر الامدرمانية الذين كانوا يسكنون بيوت الجالوص و يأكلون الويكة و الكسرة . و يتحدثون عن المحشي الذي اكلوه في عرس فلان أو فرتكان كحدث . هذه الأسر صار ابنائها ينسون ان اباؤهم و جدودهم كانوا ينامون على حبال العنقريب بدون لحاف . وهذا في امدرمان . و لم يكن هذا بعيداً . و صاروا يترفعون و يحتقرون ابناء الطبقة الوسطى . ناهيك من الشماسة الذين من المفترض ان يعتبروا مرتبة أعلى قليلاً من الصراصير .
فما يهم البشر الآن حتى في العالم الثالث هو الحدائق الواسعة و النوافير و الملاهي . و ليس هنالك ملاجئ للمشردين أو منازل للعجزة . هذه التغير بدأ في الأربعينات و الخمسينات . و قديماً كان الفرح هو فرح كل الناس و يشارك الجميع . و في الخمسينات صار الناس يأتوا بالبوليس و السواري لمنع ( الآخرين ) . عمي موسى بدري رحمة الله عليه , كان أول طيار سوداني . و كان طيار الملك السنوسي في ليبيا . و عندما اشادت طالب الطب وقتها عزيزة موسي بدري بوالدها في تشسلوفاكيا , قلت لها بأن والدها قد تصرف تصرفاً مشيناً عندما اشهر مسدسه في حفل و طلب من أولاد الزرقاء بمقادرة الحفل .. انت و انت و انت و ... يلا برة . و كنت عادةً أقول لنفسي كيف يسمح حفيد محمد ود بدري الذي طرده الجوع من بلاد الرباطاب بأن يترفع عن الآخرين .
لفترة سكن موسى بدري خلف منزلنا في السردارية , و كان يفصلنا زقاق ضيق . و كان يسكن في ذلك المنزل مع زوجته المصرية . و كان هو و زوجته و أولاده يتحدثون باللهجة المصرية , ولا يختلطون بأي انسان . و كان أولاد العباسية يسألونني مراراً لكي أؤكد لهم بأن هذا عمي . و لم أدخل داره إلا مرة واحدة في حياتي , و هذا عندما احضرت جارتنا الخالة حليمة حسين زوجة العم الطيب جبارة الله عصيدة بملاح شرموط و سمن بلدي , لوالدتي قبل فطور رمضان . كالعادة الامدرمانية القديمة . فطلبت مني والدتي ان آخذ العصيدة لعمي موسى بدري ( لأنه بيكون مشتاق لأكلة سودانية ) . وقتها كنا نستأجر منزل القائم مقام مصطفى الكمالي . و نستأجر كذلك منزل عديله و قريبه الاستاذ عز الدين أبو القاسم . و هنالك نفاج مفتوح بين المنزلين . و كان هنالك نفاج مفتوح كذلك على منزل العم محمود جبارة الله والد زميلنا في مدرسة الأحفاد مزمل . و منزل العم محمود جبارة الله مفتوح على منزل شقيقه الطيب جبارة الله . و كان أبنه جعفر اخي و لصيقي يرافقني في كل مكان . و كانت ابنته ناديه صديقة لصيقة بشقيقتي ابتسام . و كن في المدرسة الثانوية يتناقشن و يتشاجرن في بعض الاوقات كشقيقتين . و كانت المنازل الاربعة مفتوحة على بعضها . و كنا كأسرة واحدة . العم جبارة الله كان أحد الدينكا و كان من قدامى الظباط . و لهذا كنت استغرب لماذا لم يذهب ابي ابداً لمنزل اخيه موسى بدري و هو على بعد خطوات . و كيف صرنا نحن و آل جبارة الله اسرة واحدة . و ربما لهذا اشهر عمي موسى بدري مسدسه في وجه من يختلفون عنه . و أبراهيم بدري لم يكن نخبواياً عاش كدينكاوي و منفتحاً يتقبل الجميع . والدتي رحمة الله عليها عاشت كل حياتها قبل زواجها في جبال النوبة و في تلودي . و الاثنان كانوا يعطونا مساحة كبيرة و حريات واسعة , بل يطالبونا بأحترام الآخرين و حب البسطاء , و عدم اقصاء اي انسان .
فتوة امدرمان كبس الجبة قتل في حفل آل خاطر . اطلق عليه العم خاطر النار من قرب. و قام محمد احمد المحجوب بالدفاع عن العم خاطر و هنالك القصة المشهورة . و الفخ الذي نصبه المحامي محمد احمد المحجوب , عندما قال الشاهد نحن لما جينا ما كنا دايرين مشاكل . فسأل المحجوب : ( انتوا منو ؟) , فقال الشاهد: ( انا و المرحوم كبس و حبس كبس و راس الميت و قدوم زعلان ) . فقال المحجوب للمحكمة : ( دي هسي اسامي ناس اولاد ناس ؟ مادايرين مشاكل ؟ ) و برأ العم خاطر . انها دائماً بين اولاد الناس و أولاد الكناس , نحن و الآخرون . لهذا يموت الشماسة , و لا يتحرك المسئولون . قبل الرئيس الاشتراكي لولا في البرازيل كان هنالك قسم خاص في الشرطة مهمته القضاء على الاطفال المشردين في البرازيل . و كانت الشركات الكبرى و الاثرياء يدفعون حوافز سخية لهولاء الابطال الذين يصطادون الشماسة في البرازيل . و قبل اسبوع سألت الاخ خوسيه الذي كان أحد هؤلاء الشماسة قبل ان يأخذه السويديون وسط مجموعة من الأطفال الى السويد بعد ان ابتاعوا له حذاء لاول مرة , ( هل لا تزال الشرطة تغتال المشردين ) و لسوء الحظ الرد كان نعم و لكن ليس بطريقة رسمية كما كان يحدث من قبل .
الى سنة 1967 لم يكن أهل استراليا الاصليين الاباورنجال , لم يكونوا مصنفين تحت خانة البشر . و قبل حوالي مائة سنة كان بعض الصيادين يوظفون لكي يقتلوا حيوان الكنغارو و كلاب الدينقو و بعض الحيوانات الضارة . و كان هذا يشمل الاباورجنال كذلك . القانون الأمريكي الذي يتشدق به اهله و خاصة التعديل الخامس و السابع , هذا الدستور لم يكن يشمل السود و الهنود الحمر أهل البلاد . و حتى في الستينات و السبعينات كان السود يخصون و يشنقون و يعذبون و يحرقون , و يعرف القاتل و تقوم هيئة المحلفين المكونة من 12 شخص من البيض بتبرأة القاتل .
جورج واشنطن الرجل العظيم الذي حرر امريكا , كان مدفوعاً بحقد شخصي , فكظابط في الجيش الاحتياطي أراد ان يقابل الجنرال كامبل البريطاني , لكي يقدم له بعض النصائح بخصوص هزائمهم ضد الفرنسيين المدعومين بالهنود الحمر . و لم يتمكن من مقابلة الجنرال بعض ان قضى اسبوعاً خارج مكتبه . و كانت الانتفاضة . و عندما عبر واشنطن نهر البوتماك و فاجأ جنود الهوسار النمساويين الذين اتى بهم الانجليز كمرتزقة , في يوم عيد الميلاد و الجنود نيام و سكارى . طلب قائد الهوسار مقابلة واشنطن . فرفض واشنطن مقابلته أولاً قائلاً انه يحارب من أجل المال . فقال أحد الظباط لواشنطن : ( نحن كذلك نحارب من أجل المال ) . فالثورة الأمريكية بدأت بحفلة بوستن للشاي , و السبب كان الضرائب الانجليزية , و الامريكان كانوا يقولون : ( لن ندفع ضرائب بدون تمثيل ) .
و بعد ان استلم واشنطن السلطة حارب الامريكان بضراوة اكبر . و فرض عليهم ضرائب اقسى . و واشنطن كان من صانعي الخمور و مصدرينها خاصة الى غرب امريكا و لقد اثرى بسبب الخمور . و ليس هنالك من يفكر في واشنطن كأنسان عنصري متعسف و تاجر خمور .
أن الانقاذ الآن في حالة حرب مع شعبها و المؤلم و المخزي أن الأنجليز كانوا خيراً منا , و أرق كبداً , لقد كان الانجليز يوظفون المعوقين . و حتى المكفوفون كانوا يوظفون في المخازن و المهمات , و عملهم ينحصر في عد اقلام الرصاص و الكراسات و الطابشير و وضعها في صناديق و كراتين , و أعمال اخرى . و كانت لهم مرتبات و علاوات و معاش بعد الخدمة و الخ ...
كالعادة هذا الكلام من الذاكرة و قد تكون هنالك بعض هنات أو غلطات و أرجوا المعذرة .